عادات وسلوكيات الحصان

يمكن أن يساعد فهم السلوكيات الطبيعية للحصان على التعامل معها بأمان، فيساعد التعرف على عاداتها وسلوكياتها في الاستجابة للمواقف بثقة ومنع حدوث موقف خطير محتمل، وفيما يلي ذكر لأهم هذه العادات والسلوكيات:

سلوكيات من أجل البقاء

تمتلك الخيول كغيرها من الكائنات الحية سلوكيات مُعيّنةً للتعامل مع ما تمرّ به في محيطها، ومن السلوكيات التي يمارسها الحصان من أجل البقاء ما يأتي:

  • الهروب: يتميّز الحصان بِردّ فعل سريع؛ إذ إنّه يعتمد الهروب كوسيلة رئيسية عند تعرّضه للهجوم من قِبل الحيوانات المفترسة، إذ تُعدّ الخيول من الحيوانات سريعة الإدراك لما حولها، فهي تستطيع التمييز بين الحيوانات المفترسة التي قد تُهاجمها والحيوانات الأليفة التي لا تُسبّب لها الضرر.
  • العيش مع القطعان: تُعتبر الخيول من الحيوانات الاجتماعية، إذ ويُطلَق على المجموعات التي تعيش فيها الخيول القطعان، حيث قد يتراوح عددهم من ثلاثة إلى عشرين حصاناً يقودهم حصان يُسمّى بالفحل، أمّا بقيّة القطيع فيتكوّن من الإناث ومهورها، ومن الجدير بالذكر أن الخيول تُصبح فريسةً سهلةً في حال وجودها مُنفردة.

سلوكيات شاذّة

للحصان يتعرّض الحصان لبعض السلوكيات النمطية الشاذة، وتنقسم هذه السلوكيات إلى نوعَين؛ أولاهما مُتعلّق بالجهاز الحركي مثل: الركل، والدوران، والارتعاش، والآخر مُتعلّق بحركات الفم مثل: ابتلاع الهواء وقضم الخشب، وقد يكون سبب تلك السلوكيات إمّا مشكلةً صحيةً، أو عاملاً وراثياً، وقد يكتسب بعضها من البيئة المحيطة، ويُعتبر علاج مثل هذه السلوكيات أمراً صعباً.

يُمكن اتّباع بعض الأمور التي من شأنها تعديل السلوكيات وتقليل حدوثها؛ فقد أظهرت الدراسات أنّ وضع المرايا أمام الحصان يُقلّل من حدوث السلوكيات الحركية، كما يُمكن زيادة كمية العلف للتقليل من حدوث السلوكيات الفموية، ويمكن تعليم الحصان سلوكيات بديلة عن تلك السلوكيات الشاذة.

الحركة

تتفاوت سرعة الحصان في مشيته وتنقسم إلى أربعة أنواع، هي: السير، والخبب، والعدو، والعدو السريع، مُرتّبةً من الأبطأ إلى الأسرع،


وفيما يأتي بعض المعلومات عن كلٍّ من هذه المشيات:

  • السير: تتمثّل هذه المشية من خلال أربع ضربات مُتتالية، بحيث تتحرّك كلّ ساق من الحصان بشكل مُنظّم وبطيء تتلوها الساق الأخرى، بدءاً من إحدى الأرجل الخلفية متبوعةً بالرجل الأمامية المقابلة لها، ثمّ الرجل الخلفية الأخرى، وانتهاءً بالرجل الأمامية المقابلة لها، ويتراوح مُعدّل سرعة هذه المشية ما بين 3.22كم/ساعة و8.05كم/ساعة.
  • الخبب: تُعدّ هذه المشية ثُنائيةً في طريقتها؛ حيث تتمّ من خلال زوجين من ضربات الأرجل القطريّة معاً، ويتراوح مُعدّل سرعة الحصان خلالها ما بين 11.27كم/ساعة و16.09كم/ساعة.
  • العدو: تتمثّل هذه المشية من خلال ثلاث ضربات، بحيث تبدأ من إحدى الأرجل الخلفية وتتبعها الرجل المجاورة لها مع الرجل الأمامية بشكل قطريّ في آن واحد، انتقالاً إلى الرجل الأمامية المجاورة، وتتراوح سرعة الحصان خلال هذه المشية ما بين 16.09كم/ساعة و27.36كم/ساعة.
    العدو السريع: وهي أسرع مشية للخيل، وتُشبه إلى حدٍّ كبير العدو إلّا أنّها رُباعية الضربات، ويتراوح مُعدّل سرعة الحصان خلالها ما بين 56.33كم/ساعة و64.37كم/ساعة.
  • النوم: تتفاوت فترات نوم الحصان بين الليل والنهار، وبين النوم الخفيف أو القيلولة، أو النوم العميق؛ حيث يغفو الحصان لفتراتٍ مُتقطعةٍ خلال ساعات النهار، في حين ينام مُستلقياً بشكلٍ أعمق على الرغم من كونه مُتقطّعاً أيضاً خلال ساعات الليل. وتختلف الخيول في عادات نومها تِبعاً لاختلاف أعمارها؛ إذ تقضي صِغار الخيل أكثر من نصف يومها في النوم وفترات القيلولة، ويقلّ هذا المُعدّل تدريجيّاً بعد بلوغها الشهر الثالث من عمرها، فتُصبح مدّة القيلولة أقصر وقد تأخذ وضعيّة الوقوف بدلاً من الاستلقاء.
  • تعتمد الخيول البالغة على وضعية الوقوف أكثر من الاستلقاء عند النوم، إذ يرتكز الحصان خلال قيلولته على أرجله الأمامية وإحدى الأرجل الخلفية، في حين تتدلّى الرقبة والرأس، وتكون عيونه مغلقةً، وآذانه مسترخيةً، وشفتيه متدلّية. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الوضعية لا توفّر النوم العميق والاسترخاء التام للحصان، بل تُعدّ فقط قيلولات قصيرة ومُتقطّعة تُبقي الخيل مُتأهِّباً ومُستعِدّاً، أمّا في حالة النوم العميق، فإنّ الحصان يستلقي على الأرض بشكلٍ كامل، ولا تتجاوز فترة نومه ثلاث ساعات خلال اليوم، كما تتأثّر طبيعة نوم الخيول من حيث المدّة والكيفيّة بعددٍ من العوامل، كالجنس، والعمر، وكمية الجهد المبذولة، وطريقة التغذية، وحالة الطقس.

التواصل

تُصنَّف أساليب تواصل الحصان مع محيطه إلى الأنواع الآتية:

  • التواصل الصوتي: تُصدر الخيول بعض الأصوات التي يكون لكلٍّ منها دلالة مُعيّنة، كإصدارها للصراخ الذي يدلّ على التهديد، أو إصدارها للصهيل الهادئ أو ما يُسمّى بالحمحمة والذي يدلّ على الرغبة في التزاوج أو الطعام.

أمّا الصهيل الصاخب والحاد الذي يُطلق عليه اسم اللجب، فتُصدره الخيول بحثاً عن الخيول الأخرى الضائعة، وقد تُصدر أيضاً أصواتاً تُشبه الصفير لتنبيه الخيول الأخرى عند وجود الخطر.

  • التواصل الجسدي: تؤدّي الخيول بعض الحركات التي تُشير إلى دلالات مُعيّنة، كتحريك الذيل عالياً عند الاستعداد والتأهُّب، أو خفضه للأسفل للدلالة على الخوف، أو التعب، أو الألم، أمّا حركات الأرجل فقد تدلّ على التهديد، كرفع إحدى الأرجل الخلفية أو الأمامية أو من خلال ضربها بالأرض.

أمّا بالنسبة إلى حركات الوجه، فقد تدلّ على العدوانية، كفتح الفكَّين وإظهار الأسنان، أو قد تُشير إلى الغضب أو الخوف عند إبرازها للبياض الموجود حول العينين، كما قد تدلّ بعض حركات الأذنَين على التأهُّب، أو الغضب، أو التعب.

طالع المزيد عن