تتشابه الأحصنة في صفاتها العامة على الرغم من اختلاف سلالاتها، وأحجامها، وأوزانها، إذ تمتلك جميعها أربعة أرجل طويلة تحمل جسماً يُشبه البرميل، أمّا عيونها وآذانها فتتّصف بأنّها كبيرة، بالإضافة إلى رأسها الكبير والطويل الذي تحمله رقبة طويلة.
كما تتعدّد ألوان أجسامها ما بين الأسود، والرمادي، والبني، وقد تكون ممتزجةً بلونَين مختلفين، بالإضافة إلى أنّها تمتلك ذيولاً قصيرةً مُغطّاةً بشعرٍ كثيفٍ على امتدادها، مع وجود شعر على الجزء العُلويّ من الرقبة.

التركيب الخارجي
يتضمّن التركيب الخارجي لجسم الحصان عدداً من الأجزاء، وهي كالآتي:
الخطم وهي منطقة غضروفية تضمّ كلّاً من الفم، والشفتين، والذقن، والأنف وما حوله، وتكون مُغطّاةً بشعيرات تُشعر الحصان بالأشياء القريبة من أنفه.
قمة الرأس إذ تقع قمة الرأس خلف الأذنين مباشرةً، وتحتوي على عظام الجمجمة، وعظام عنق الرقبة، كما تُوجَد فيها نهايات عصبيّة.
شعر الناصية وهي خُصلة من الشعر تُغطّي مقدمة رأس الحصان، وتحميه من الطقس، والحشرات القارصة.
الأذنان تُعدّ أذن الحصان جزءاً مرناً للغاية، فهي تتحرّك في الاتّجاهات جميعها لتلتقط الأصوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض حركات الأذن لها دلالات معيّنة، كخوف الحصان، أو استرخائه.
أنف الحصان وهو الجزء المرن الذي يتنفّس الحصان من خلاله، ويحتوي على غضاريف تتحكّم في كمية الهواء الداخلة، وشعيرات تُساهم في تنقية الهواء الذي يدخل إلى الأنف.
الجبهة وهي المنطقة الموجودة بين العينين وأعلاهما، وقد تكون هذه المنطقة مُقعّرةً في بعض الخيول وبارزةً في بعضها الآخر أو مُسطّحة.
العينان تُوجَد عينا الحصان إلى جانبَي رأسه قليلاً؛ لمَنحه مساحة رؤية أكبر.
الخدّ، ويكون الخد مُسطَّحاً على جانبَي وجه الحصان، وينحني عظمه على طول الوجه.
الرقبة وهي المنطقة الواصلة بين رأس الحصان مروراً بأعلى الكتف وحتّى أعلى كاهل الحصان، وتحتوي على سبع فقرات تمنحها مرونة الحركة.
أعلى الرقبة وهي الجزء العُلويّ المُحدّب من الرقبة، وقد تكون سميكةً أو رقيقةً تِبعاً لحجم الحصان ووزنه.
الحارك يُعتبر الحارك فقرةً صدريّةً بارزةً تُوجد أعلى الكتف عند التقاء رقبة الحصان بجسمه، علماً أنّ قياس ارتفاع الخيول يتمّ ابتداءً من أعلى الكاهل.
الكتف وهو الجزء الواصل ما بين أعلى الكاهل والصدر، ويؤثّر شكل هذه المنطقة في مشية الحصان وسرعته.
الساعد وكلّما كان عظم الساعد أطول كانت خطوة الخيل أطول وأكثر سلاسة.
الركبة تتكوّن الركبة من عدّة عظام صغيرة تتّصل فيما بينها من خلال عضلات، وأربطة، وأوتار، وتُشبه في تركيبها عظام معصم الإنسان.
عظمة القصبة الأمامية وهي العظمة الواصلة ما بين الركبة وأسفل رجل الحصان، وتمتدّ على طولها عظمة صغيرة تُسمّى عظم الشظية
نتوء أسفل رجل الحصان ويوجد هذا النتوء ما بين عظمة القصبة الأمامية وعظم الرسغ كما تقع في الجزء الخلفي منه عظمة صغيرة سمسمية, عظم الرسغ وهو يمثّل عظمتَين متفاوتتَين في الطول تقعان تحت نتوء أسفل رجل الحصان بحيث تتّصل العظمة الأقصر بالحافر من خلال الظهر، وهو الجزء الذي يلي منطقة الحارك وصولاً إلى الخاصرة، وكلّما كان ظهر الحصان أقصر كان أفضل للركوب. الجذع وهي المنطقة الواقعة ما بين حزام السرج والخاصرة، وهي تحتوي على القفص الصدري للحصان.
الخاصرة (وهي المنطقة الواقعة خلف موضع السرج مباشرةً.
الجانبان تكون هذه المنطقة خلف الجذع، وتُعدّ المؤشر الرئيسي لصحة الحصان؛ فإذا كانت غائرةً دلّ ذلك على حاجة الحصان إلى شرب الماء.
الفخذ وهي المنطقة العضلية الواقعة أعلى عظم الساق الخارجي وعظم القصبة.
الثفنة وتحتوي هذه المنطقة على مفصل الثفنة الذي يفصل ما بين عظمتَي الورك وعظم الساق، وتُشبه في تركيبها ركبة الإنسان.
مفصل العرقوب ويُعدّ المفصل الأكبر والأكثر نشاطاً في أرجل الحصان الخلفية؛ حيث يحتوي على عدّة عظام صغيرة تمنحه الشكل البارز.
عظم القصبة وهو يُمثّل مشط القدم الواقع ما بين مفصلَي العرقوب ونتوء أسفل رجل الحصان.
الكفل أو الردف وهي النقطة المُتّصلة بأعلى الذيل، وتُعدّ أعلى نقطة في الجزء الخلفي من الحصان.
قاعدة الذيل وهي أعلى ذيل الحصان، وتحتوي على عضلات وفقرات من العمود الفقري.
الذيل ويُعتبر الذيل امتداداً للعمود الفقري للحصان؛ حيث يحتوي على ما يُقارب 15 فقرة صغيرة تُكسبه القدرة على تحريكه والتحكّم به.
الجلد والشَّعر يكون الشَّعر مسؤولاً عن حماية الجلد، وتنظيم درجات حرارة جسم الحصان، وتتغير خصائصه مع تغيّر الفصول، أمّا الجلد فيحتوي على غدد زهميّة تُفرز الزيوت خلال فصل الشتاء لحمايته من عوامل الطقس.
الفم والأسنان تتكوّن أسنان الحصان من جزأين؛ يمثّل أولهما الأضراس الأمامية المسؤولة عن قطع العشب، ويمثل ثانيهما الأضراس الخلفية والضواغط المسؤولة عن عملية الطحن، وتجدر الإشارة إلى أنّ أسنان الحصان تستمر بالنمو طوال فترة حياته، ويتراوح عدد هذه الأسنان ما بين 40 إلى 42 سنّاً للخيول البالغة، أمّا الفم فيحتوي على غدد لعابية تُساعد على هضم الطعام، في حين يدفع اللسان الطعام نحو الحلق ليتمّ بلعه، إضافة إلى أنّ له دوراً في تجميع أكبر كمية من الأعشاب داخل الفم، وشرب الماء، والتذوّق.
التركيب الداخلي

يتكوّن جسم الحصان الداخلي من الأجزاء الآتية:
الجهاز الهضمي فبالرغم من بساطة تركيب معدة الحصان، إلّا أنّ جهازه الهضمي يتضمّن أكثر من معدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك التركيب ضروري لهضم الأعشاب؛ فعند وصول الطعام إلى المعدة التي تكون صغيرة الحجم يتمّ هضمه وانتقاله إلى المصران الأعور والقولون، ثمّ تحويله بواسطة البكتيريا إلى أحماض دهنية يتمّ امتصاصها والحصول على الطاقة منها.
الجهاز البولي إذ تُعدّ كليتا الحصان نشيطتين جداً؛ حيث إنّهما يطرحان النفايات من دم الحصان.
الجهاز التنفُّسي إذ يُعدّ الجهاز التنفسي لدى الخيول من أهم الأجهزة في جسمه؛ وذلك لدوره الكبير في تزويد الجسم بالأكسجين اللازم للركض.
الجمجمة إذ تحتوي الجمجمة في جوفها على الدماغ الذي يتحكّم بحركة العضلات.
الجهاز العضلي يُعدّ الجهاز العضلي المُحرّك الأساسي لجسم الحصان؛ إذ تُشكّل العضلات الكتلة الكُبرى من جسمه، وتكون كلّ عضلة مسؤولة عن وظيفة معيّنة من خلال عمليتَي التقلّص والاستطالة، ويتكوّن الجهاز العضلي من ثلاثة أنواع رئيسية؛ وهي: العضلات الملساء، وعضلات القلب، والعضلات الهيكلية.
عضلات القلب وهي عضلات غير هيكلية وغير إرادية الحركة تنقسم إلى كلّ من العضلة الأذينية، والعضلة البطينية، والألياف العضلية، وتتلقّى هذه العضلات الأوامر من الجهاز العصبي المركزي.
العضلات الهيكلية وتضمّ عدداً هائلاً من الألياف العضلية، وتتلقّى الأوامر من الدماغ عن طريق الأعصاب، كما أنّها تتكوّن من نوعين؛ أولاهما يُستخدم عند ممارسة الأنشطة غير الشاقّة، والآخر عند ممارسة الأنشطة الشاقة التي تتطلّب مقداراً أكبر من الجهد والطاقة، كالركض السريع.
ويُعدّ الأكسجين الوقود الذي يمدّ العضلات بالطاقة اللازمة للحركة؛ حيث يتمّ إرساله إلى العضلات عبر مجرى الدم، ويتمّ إعطاء كلّ حصان الوظيفة المناسبة له وِفقاً لشكل عضلاته وكتلتها وبُنيتها، مثل تخصيص الأحصنة ذات السيقان الطويلة والقوية لجرّ الأحمال بغضّ النظر عن سرعتها.
حواس الخيل

تمتلك الخيول كغيرها من الحيوانات خمس حواسّ لكلٍّ منها وظائف مُعيّنة، وهي كالآتي:
حاسة البصر تتميّز عيون الحصان وبؤبؤه بكبر حجمهما، وتميل مقلتا العينيَن إلى جانبَي الرأس قليلاً؛ للمساهمة في توسيع مدار الرؤية لدى الحصان، ممّا يمنحه القدرة على مراقبة ما يُحيط به من مخاطر والتعامل معها، وتجدر الإشارة إلى أنّه يُمكن للخيل أن يرى معظم ما يحيط به من خلال عين واحدة وهو ما يُسمّى بأُحادية الرؤية، إلّا أنّ الخيول جميعها تعاني من وجود نقطة عمياء لا يُمكنها رؤيتها، وتقع هذه النقطة مباشرةً خلف الحصان؛ لذا لا بدّ من تجنُّب الاقتراب من الخيول من ورائها.
حاسة السمع تُعدّ الخيول من الحيوانات التي تتأثّر بالضجيج بشدّة، وذلك من خلال إطلاقها هرمونات التوتُّر التي تؤدّي إلى دخول الحصان في حالة سيئة بحيث تصعب السيطرة عليه وتهدئته؛ لذا يُنصح بتجنّب إصدار الأصوات العالية عند التعامل مع الخيول، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصوت يصل إلى كلّ أذن في وقتٍ مختلفٍ عن الأخرى، ممّا يُساعد الحصان على تحديد مصدر الصوت بشكلٍ أفضل. كما يُمكن للحصان أن يُحرّك كلّ أذن بشكل مستقلّ لأكثر من 180 درجة، وقد تدلّ بعض حركات الأذن على شعور مُعيّن للحصان.
حاسة الشم يتمتّع الحصان بحاسة شمّ حادّة تُساعده على التمييز بين الروائح المختلفة، كما يستخدمها كوسيلة لتمييز الصغار بين القطيع، بالإضافة إلى الدور المهمّ لهذه الحاسة في عملية التزاوج؛ حيث يبحث الذكر عن أنثى للتزاوج باستخدام حاسة الشم، ويُمكن أن يستخدم الحصان هذه الحاسة للوصول إلى أماكن وجود المياه والأعلاف.
حاسة التذوق يستخدم الحصان حاسة التذوق للتمييز بين أنواع الأعلاف المختلفة، كما يحتوي كلّ من اللسان والحنك والحلق على براعم تذوّق تساعده على التمييز بين بعض المذاقات، كالحلو، والمالح، والمرّ، والحامض.
حاسة اللمس تُعدّ هذه الحاسة حلقة الوصل بين الحصان والإنسان حيث يتم التفاعل مع الأحصنة من خلالها، وتجدُر الإشارة إلى أنّ بعض أجزاء جسم الحصان تستجيب لحاسة اللمس أكثر من غيرها؛ فالحوافر مثلاً تُعدّ ضعيفة الاستجابة لحاسة اللمس، في حين أنّ الأنف والشفتين والفم والأذنين والخاصرتَين والأضلاع تُعدّ من أكثر المناطق حساسيّة للمس.

صورة لرئتي الخيل، نلاحظ حجمها الضخم، لكونها تؤمن للخيل الأكسجين الذي يحتاجه أثناء السير لمسافات طويلة والركض بدون تعب.