أول من عقر فرسا في الإسلام

عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبيرِ قالَ واللَّهِ لَكأنِّي أنظرُ إلى جعفرٍ حينَ اقتحمَ عن فرسٍ لَهُ شقراءَ فعقرَها ثمَّ قاتلَ القومَ حتَّى قتلَ. صحيح أبي داود

الجهادُ في سَبيلِ اللهِ ذِرْوةُ سَنامِ الإسلامِ، وقد سطَّرَ الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهِ علَيهِم صفَحاتٍ من البُطولةِ في ميدانِ الجِهادِ، وفي هذا الحديثِ نَموذَجٌ لأحَدِ الصَّحابةِ الأبطالِ؛ حيث يَحْكي عبدُ اللهِ بنُ الزُّبيرِ رَضِي اللهُ عنهما مَوقِفًا لجَعفَرِ بنِ أبي طالبٍ رَضِي اللهُ عنه في غزوةِ مُؤتَةَ فيَقولُ: “واللهِ، لَكَأنِّي أنظُرُ إلى جَعفَرٍ حينَ اقتَحَم عَن فرَسٍ له شَقْراءَ”، أي: رَمى نَفْسَه عنها، “فعَقَرها”، أي: قتَلَها، أو ضَرَب قَوائِمَها؛ وذلك حتَّى لا يَستفيدَ منها العدوُّ، فيتَقوَّى بها على المُسلِمين، وهذا ما يَفعَلُه المُحارِبُ إذا عَلِم أنَّه مَغلوبٌ، “ثمَّ قاتَلَ القومَ حتَّى قُتِلَ”، أي: بَعدَ أن عقَرَ فرَسَه قاتَلَ العدوَّ راجِلًا حتَّى قُتِل شهيدًا رَضِي اللهُ عنه. (الدرر السنية).

وكان لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فرس أنثى شقراء يقال لها: سبحة. استشهد عليها ـ رحمه الله ـ يوم مؤته.

باب في النداء عند النفير يا خيل الله اركبي

حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثني يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب أما بعد فإن النبي صلى الله عليه وسلم سمى خيلنا خيل الله إذا فزعنا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة وإذا قاتلنا.

(عند النفير) أي: عند الخروج إلى الحرب.والنفير: الجماعة تنهض إلى القتال وغيره.(يا خيل الله) إضافة الخيل إلى الله تكريمًا لها وتعظيمًا، كما قال تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}.

طالع المزيد عن